كورونا تطبيقات تتبع أنتشاره .
بدأت جوجل وآبل رسميًا ، في التعاون لتطوير تقنية جديدة لتتبع جهات الاتصال ،
وتنبيه الأشخاص إذا كانوا على مقربة من أشخاص آخرين سبقت إصابتهم بفيروس كورونا (COVID-19) ، وذلك من أجل الحد من انتشار الفيروس .
ويعتبر هذا التعاون من أحدث الجهود التي تقوم بها العديد من الشركات والحكومات ،
لاستخدام تقنيات Bluetooth و GPS لتتبع انتشار فيروس كورونا .
يمكن للتطبيقات التي تستخدم البلوتوث ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ، أن تساعد السلطات على تتبع انتشار فيروس كورونا، ولكن ما مدى نجاحها ؟
في الصين؛ يُمنح المواطنون رمز استجابة سريعة (QR) ،
وتطبيقًا يصنفهم بألوان محددة تحدد حالتهم ،
وأين يمكنهم الذهاب ، وما يمكنهم القيام به ، كما اتبعت دولة سنغافورة أيضا الخطوة نفسها ،
بإتاحتها تطبيقًا يستخدم اتصال البلوتوث لتوثيق تفاعلات الأشخاص مع بعضهم البعض .
كما بدأت هيئة NHSX البريطانية ، وهي هيئة الابتكار في الخدمات الصحية ،
في التخطيط لإطلاق تطبيق مزود بتقنية Bluetooth ؛
من أجل إبطاء انتشار فيروس كورونا عند انتهاء عمليات الحظر المنزلي الصحي.
وفي بولندا اعتمدت الدولة على أسلوب تتبع الصور ،
حيث طُلب من المرضى تثبيت تطبيق في هواتفهم عند بداية الحجر الصحي المنزلي. وبمجرد تثبيته؛
يطلب التطبيق صورة مرجعية من داخل المنزل ، بعد ذلك يطلب التطبيق صورة للمريض في المكان نفسه بشكل عشوائي مع فترة سماح مدتها 20 دقيقة،
وتُطابق هذه الصور مع بيانات موقع المريض ؛ للتأكد من التزامه بالحجر الصحي المنزلي .
كيف ستعمل تقنية تتبع جهات الاتصال التي تطورها آبل وجوجل ؟
للمشاركة في تتبع جهات الاتصال ، يجب على مستخدمي آيفون وأندرويد تشغيل اتصال البلوتوث في هواتفهم ،
وبالتالي عندما يلتقي شخصان ، ستتبادل هواتفهما (مفتاحًا) رقميًا فريدًا يحدد الهاتف ،
ويحتفظ كل شخص بهذه المفاتيح الفردية على هاتفه .
وبمجرد مشاركة الأشخاص بياناتهم سيقوم الهاتف بالتحقق من القائمة مرة واحدة يوميًا ،
والبحث عن التطابقات الرئيسية، ثم يُخطر المستخدم برسالة ،
مثل: “لقد تعرّضت في الفترة الماضية لشخص أثبت الفحص الطبي أنه مصاب بفيروس كورونا” ،
مع تقديم رابط يتضمن المزيد من المعلومات التي توفرها أي هيئة صحية تستخدم الأداة .
ماذا عن التحديات التي تواجه تطبيقات تتبع فيروس كورونا؟
أثار احتمال انتشار هذه التطبيقات على نطاق واسع مخاوف تتعلق بالخصوصية ،
وبالفعل يسمح التطبيق ، الذي تستخدمه حكومة سنغافورة بجمع البيانات وفك تشفيرها بواسطة هيئة مركزية ،
وهو ما يمنح الحكومة الكثير من البيانات حول تحركات الأشخاص .
ولكن مصدر القلق الحقيقي هو ما إذا كانت هذه التقنية ستعمل بالفعل ،
حيث يجب أن يكون هناك عدد كافٍ من الأشخاص الذين يوافقون على استخدام التطبيق ،
والسماح بتتبعهم في جميع الأوقات ، وهذا ما جعل آبل وجوجل ترغبان في دمج هذه التقنية في أنظمة تشغيل الهواتف ،
لإجبار المستخدمين على استخدام تقنية التعقب .
بالإضافة إلى أن إشارات اتصال البلوتوث يمكن أن تنتقل حتى 30 قدمًا ،
وهذا أكثر بكثير من تعليمات التباعد الصحي التي تفرضها السلطات الصحية على مواطنيها ،
حيث يمكن لهاتفك أن يتصل من خلال البلوتوث مع هواتف عدة أشخاص على مسافة بعيدة عنك ،
أو حتى إذا كنت في المنزل فمن الممكن أن تحصل على عشرات الاتصالات عبر البلوتوث من الجيران في منزل مجاور .
كما أن هناك أيضًا آثار اجتماعية مثيرة للقلق لمثل هذه التطبيقات ،
خاصة وأن اختبارات فيروس كورونا حتى الآن ليست عالمية أو مضمونة ،
وبالتالي يمكن أن تؤدي زيادة النتائج الإيجابية إلى الفوضى والارتباك ،
وقد تؤدي قلة النتائج السلبية إلى شعور خادع بالأمان .
وفي هذا الصدد يقول (أنطونيو تومارتشيو) ، الرئيس التنفيذي لشركة مقاييس الإعلانات Cubicle ،
التي بدأت في نشر البيانات التي توضح مستوى الحركة في مناطق مختلفة ،
مع دخول عمليات الإغلاق حيز التنفيذ:
“إن أي جمع مركزي للبيانات يمثل مخاطر تتعلق بالخصوصية، وبالتالي إذا استطاعت أي سلطة مركزية الوصول إلى هذه المعلومات الشخصية وبيانات الموقع ، فإن ذلك قد يُشكل خطرًا بالغًا على خصوصية المستخدمين”.
أخيرًا؛ على الرغم من الجهود التي نراها وخاصة التقنية منها ،
نجد أن التقنية قد تلعب دورًا بارزًا في الحد من انتشار فيروس كورونا في الأيام القادمة ،
مع اتجاه الكثير من الحكومات لاستخدام أي وسيلة لمساعدتها في اكتشاف المصابين بفيروس كورونا والحد من انتشاره ،
ولكن بدون اكتشاف لقاح ناجح لهذا الوباء تبقى جميع الجهود عبارة عن اجتهادات مرحب بها حتى إشعار آخر .
المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنيه .